إلى متى الذل؟؟؟

إلى متى الذل؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلات والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وسيد الأولين والآخرين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أم بعد:--

إلى متى الذل يا أخي ؟؟ كلمة محزنة , بل كلمة ميئوس منه , فهي طبعت على قلوبنا .
أهذا ما وصل أليه الإسلام اليوم؟؟ ذل ما بعده ذل , كل شخص يفكر في نفسه وفي حياته ولا يهتم بإخواننا في العراق وفلسطين وفي كل بقاع العلم , أهذا حالنا اليوم ؟؟ قال الرسول عليه السلام (( من مات ولم يغزو , أو لم يحدث نفسوه عن الجهاد فقد مات على شعبة من نفاق)) .
كثير من يموتون اليوم على شعبة من نفاق , فسارع أخي إلى تجنب النفاق , فالأمر ليس بالأمر الصعب , بل هو هدف كل مؤمن , والسبل إليها كثير سواء من آيات وأحاديث المصطفى –صلى الله عليه وسلم- وقصص الصحابة الكرام والتابعين وقصص الشهداء اليوم .
و كثير منا من يقرأ ويسمع ويحفظ سورة العاديات ولكن هل من مستفيد منها ؟؟ إن هذه السورة لو كان كل فرد من الأمة الإسلامية يعلم معناها فهل سيكون هذا حال الأمة ؟؟ صدقوني لو كل فرد مسلم عمل بها فعلى الأقل سوف تسترجع الأمة قليل من عزها , فسورت العاديات ما هي إلى كلمات قليلة ولكن معانيها تزلزل الجبال .
قال تعالى في بداية سورت العاديات *(( والعاديات ضبحا ))* وهذا قسم من الله تعالى بالخيل إذا أجريت في سبيل الله وقوله ((ضبحا))أي الأصوات التي تخرج من الخيل عند العدو *((فالموريات قدحا))* أي تضرب بحوافره الصخر فيخرج منها الشرر *((فالمغيرات صبحا))* أي الإغارة وقت الصباح *((فأثرن به نقعا))* أي ثار الغبار *((فوسطن به جمعا ))*أي ألتفة جيش الله وجنود الله حول الأعداء , فتخيل يا أخي المنظر , وفرق بنفسك العزة التي كانت عند الصحابة وذل الجيل الحالي.
في إحدى المعارك المسلمين أمام الروم وكانت بقيادة سيف الله المسلول , وكانت كفة الروم تفوق المسلمين بأضعاف جاء ملك الروم إلى خالد بن الوليد فقال ملك الروم لخالد بن الوليد )) ما رأيك عندي عرض , أنتم جياع , أنتم مساكين , فقراء , فما رأيك أن أعطي كل واحد منكم ثياب وطعام , وفي العام القادم نعطيكم نفس الشيء بشرط التنازل عن المعركة )) فقال خالد بن الوليد ( أسمع , جئتك بقوم يحبون الموت مثل ما تحبون الحيات )) وقبل أن ينصرف خالد بن وليد قال : ((نحن قوم نشرب الدماء , وسمعنا أن أطعم دماء دماء الروم , فجئنا نشرب من دمائكم )) , فقال أحد الروم بعد المعركة : ((صدق من سماك سيف الله المسلول )) .
الكثير من يقول ليتنا كنا من الصحابة ؟؟ فلماذا تتمنا ولا تحرك ساكنا بإخلاص في سبيل الدعوة ؟؟
صدق الشاعر عندما قال :
إني تذكرت والذكرى مؤرقة مجدا تليدا بأيدينا أضعناه
أن اتجهت إلى الإسلام في بلد تجده كالطير مقصوصا جناحاه
فسارع أخي إلى أعادة الأمة الإسلامية إلى سابق عهدها وأعد إليها عزها , ولا يأتي النصر بالنوم والكلام بل يأتي بالكفاح والنضال والدعاء , وليشعر ويتذوق بعضنا الشهادة وان لم يستشهد فليعش بالعز .
وأختم بقول الشاعر :
أبشر أخيا فجرنا يلوح بالنصر لانا سيأتي وعد ربنا وتنجلي همومنا